يسهم التدخل المبكر، إلى حد كبير، في تأهيل وتطوير حياة الشخص
المصاب بالتوحد، حيث أثبتت الدراسات والتجارب العلمية، أن تطور الحالة وتحسنها
يكونان أفضل بكثير، إذا كان الطفل يخضع لبرنامج تعليمي منظّم، بدرجة عالية ومكثفة
عند سن 2 إلى 3 سنوات، ما يدع الفرصة أكبر لتطور ونمو المخ عنده، واكتساب الخبرات
والتفاعل مع المحيط الذي حوله، ما يؤدي إلى تنمية القدرة المعرفية والاجتماعية لديه
.
وهناك أسباب عديدة تبرز أهمية التدخل المبكر
لاضطراب التوحيد وهي :
- إنه
في السنوات الأولى من عمر الطفل تكون بعض المراكز العصبية والحسية في الجهاز
العصبي لا تزال في طور التشكل، ما يجعل من السهل تعديلها وتطويرها
. كذلك فإن عدم الكشف عن المشكلة في مرحلة مبكرة
. يؤثر سلباً في مظاهر النمو الأخرى لدى الطفل، فعدم معالجة
أنماط السلوك الحركي الشاذ لدى الطفل التوحيدي، يؤثر سلباً في مظاهر النمو الحركي
والمعرفي لديه .
- تلعب
الخبرة المبكرة لدى الأهل دوراً مهماً ، من خلال إتباعهم منذ
سنوات الأولى ، من عمر الطفل، الأساليب العلمية التربوية السليمة
للتعامل مع طفلهم ، وبالتالي التقليل من السلوكيات غير
المرغوب فيها، وذلك لما يتصف به الطفل في هذا العمر
، من المرونة والقابلية للتغيير، إضافة إلى تقليل الضغط والقلق،
الناتجين عن عدم معرفتهم الطرق والأساليب المناسبة للتعامل مع طفلهم.
- هناك
دور كبير ومهم، تلعبه الخبرة المبكرة في حياة الطفل، تلك الخبرة التي يكتسبها
الطفل من والديه ومن بيئته المحيطة به،
فتأخر الأهل في الكشف عن مشكلة ما ، يعاني منها الطفل،
يؤدي إلى التأخر في تقديم الخدمات المناسبة له، فالطفل التوحيدي مثلاً، الذي يعاني
من ضعف شديد في اللغة، إذا لم تتوافر له الخدمات العلاجية المناسبة في مراحل مبكرة
من عمره، أدى به ذلك إلى التأخير في النمو اللغوي
.
- وكمحصلة
نهائية، فقد أثبتت الدراسات المتعددة، أن التدخل المبكر يقوم بتسهيل تطوير نمو
الطفل، إضافة إلى تقديم الدعم والمساعدة للأهل ،
وإيصال الأهل والطفل التوحيدي إلى أقصى حد ممكن، من الإفادة والمساعدة لمجتمعهم
.
- وأخيراً
فلا بد من الإشارة إلى أن نمو وتعلم الطفل يكونان سريعين وفعالين في سنوات ما قبل المدرسة
. لذا ، فإن التدخل المبكر في تلك السنوات
مهماً وحرجاً .
وهنا يوضح لنا مقطع الفيديو هذا طرق التدخل المبكر لأطفال التوحد في المراكز المتخصصة
بشاير عبدالله الدوسري ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق